الولاء الوظيفي

     من المؤشرات الإيجابية لنجاح العمل داخل أي مؤسسة حكومية أو خاصة وجود ولاء وظيفي ‏لدى العاملين بهذه المؤسسة أو القطاع ، ولذلك تسعى المؤسسات والقطاعات الناجحة على ‏تعزيز هذا الولاء وتهيئة جميع السبل التي من شأنها غرسه وتقويته لدى العاملين وزيادة شعورهم ‏بالولاء والانتماء مما يمكّنهم من تنمية شخصياتهم ويكسبهم الحس العاطفي بمن حولهم فيكون ‏دافعهم نحو الولاء دافع داخلي ذاتي ، وتتم عملية التعزيز من خلال مجموعة من الحوافز التي من ‏شأنها بناء الولاء الدائم والذي ينبع من ذات العاملين فاحترامهم وتقديرهم واحترام آرائهم ‏ومقترحاتهم ومشاركتهم في اتخاذ القرار والتخطيط ، والتعامل الراقي والخدمة الممتازة وتشجيع ‏التغذية الراجعة والعدالة في المعاملة كلها تسهم بشكل كبير في بناء الولاء الداخلي وديمومته مما ‏يترتب عليه ارتفاع في إنتاجية هؤلاء العاملين حيث أن هناك علاقة طردية بين درجة ولاء العاملين  ‏ومستوى إنتاجيتهم .‏

     وعلى النقيض من ذلك تتآكل بعض المؤسسات من خلال ضعف الولاء الداخلي لدى العاملين ‏وتفشل في تجسير العلاقة بينها وبين العاملين بسبب اعتماد حوافز تشجيعية مؤقتة ( شهادات ‏الشكر والتقدير ، المكافآت المالية ، الهدايا ،… الخ ) والتي ما تلبث أن تزول وخاصة مع غياب ‏العلاقات الإنسانية داخل المؤسسة ، أو بسبب غياب سياسة التحفيز واعتماد سياسة الجزاءات ‏المنتشرة في لوائح وأنظمة الكثير من المؤسسات والتي تؤكد على مجموعة من الاستراتيجيات الطاردة ‏للولاء والقائمة على تغليب الخوف ، أو القائمة على ما يعرف بالتعزيز السلبي باستخدام الخوف ‏أو الحرمان وهو أسلوب وإن حقق نجاحا ظاهريا على المستوى القريب إلا أنه أحد أهم أسباب ‏هجرة الولاء وطرده ، ويسهم انعدام الأمن الوظيفي بدرجة كبير في انخفاض مستوى الولاء وخاصة ‏عندما يعتقد العاملين أنه يمكن أن يضحى بهم في مقابل تحقيق مصالح شخصية لفئات داخل ‏المؤسسة.‏

اترك تعليقاً