المصلحة.. أولاً

     المصلحة كلمة رنانة يتشدّق بها بعض مديري الإدارات أثناء ممارستهم لأعمالهم ، وينخدع بها ‏الكثير من البسطاء، والمصلحة نوعان مصلحة شخصية، ومصلحة عامة، وهناك فئة من ‏هؤلاء المدراء تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية من خلال التستر بالمصلحة العامة وخاصة ‏عندما لا يمكن الجمع بين تحقيق المصلحتين وهذه الفئة وللأسف غلب عليها سلطان الأنا ‏الذي سعى لخدمة الذات على الغير، واستغلال المنصب لتحقيق المصلحة الشخصية يكون ‏في الأغلب على حساب العمل والمؤسسة والجمهور، وانتشار ذلك بين مديري الإدارات ‏يسهم في تكوين بيئة وظيفية طاردة للتميز وجاذبة للفئات الوصولية وتكوين دوائر نفوذ لهؤلاء ‏المدراء لا يسمح لمن يمكن أن يعكر صفوهم بالوصول إليها، والاتفاق غير المعلن بينهم على ‏تغاضي بعضهم عن بعض والتعاون في سبيل قطع الطريق على كل محاولة إصلاحية تحاول ‏الوصول إلى مراكز النفوذ، وفي مثل هذه البيئات الوظيفية حيث يموت الضمير ويغيّب الولاء ‏وتنتشر الشللية تعلو المحسوبية والمصالح الشخصية وتصبح هي المسوغ الرئيس لأي وظيفة ‏بهذه الإدارة.‏

     وتعتبر السلطات والصلاحيات الممنوحة للمدراء باباً واسعاً من أبواب هذا الخلل الإداري، ‏يستثمر من قبل هؤلاء المدراء من خلال إخضاعهم هذه الصلاحيات تفسيرا وتطبيقا لأرائهم ‏واجتهاداتهم ومصالحهم الشخصية مما يمكنهم من استغلالها أو إساءة استعمالها دون أن ‏يكونوا نظريا مخالفين للوائح والأنظمة المعمول بها في دوائرهم.‏

     إن وجود مثل هذه النوعية من مدراء المصالح الشخصية داخل مؤسساتنا الحكومية والخاصة ‏ليمثل قضية هامة وظاهرة خطيرة تعرق المسيرة التنموية في الدولة، بل وتمثل خطراً على ‏اقتصاد الدولة وتماسك المجتمع، وهذا يتطلب من الجهات المسؤولة سرعة مواجهة هذا ‏المرض الإداري بكل قوة وحزم وحفز الهمم وتكريس الجهود وحشد القوة والإرادة للقضاء عليه ‏قبل أن يستشري ويحدث ما لا تحمد عقباه.‏

اترك تعليقاً