زوجات المدمنين وتقطُعِ السبل

وقفت الباحثة الاجتماعية بالجمعية الخيرية حائرةً أمام المرأة التي دلفت إلى مقر الجمعية بعد أن ‏تأكدت من خلوه من المراجعات طالبةً الإعانة وهي تتكلم بصوت هامس وتصف المعاناة التي ‏تتكبدها هي وأبناءها عندما تقطعت بهم السبل نتيجة وقوع رب الأسرة في حبائل الإدمان ‏وإهماله لهم وتردي أوضاعهم المالية لدرجة تنذر بخطر على هذه الأسرة، لقد وصفت هذه المرأة ‏معاناتها والثمن الذي تدفعه هي وأبناءها نتيجة لهذا الإدمان وخوفها من أن تكون هي وأبناءها ‏في يوم من الأيام هم الثمن الذي سيدفعه هذا المدمن مقابل حصوله على مراده من المخدر، ‏معاناة هذه المرأة لم تقتصر على مشاكل زوجها وإدمانه بل توسعت إلى أكبر من ذلك عندما ‏بدأت حاجة هذه الأسرة إلى الآخرين، بل وازداد الوضع سوء عندما بدأت هذه المرأة الضحية ‏وأبناءها يدفعون ثمن سمعة والدهم السيئة بنذ المجتمع القريب والبعيد لهم مما زاد من الضغوط ‏النفسية على هذه المرأة المبتلاة ودفعها إلى اللجوء بعد الله إلى الجمعية الخيرية لعلها أن تجد لديهم ‏فرجاً من هذا الهم ومخرجاً من هذا الضيق، ولكن الأمور جاءت وللأسف بما لا تشتهي حيث ‏قراءة في عين الباحثة الاجتماعية التي تقف أمامها ما يفيد بأنها أخطأت الطريق فجمعيات البر ‏ليس من ضمن أجندتها تقديم المساعدة لمثل هذه النوعية وليس هناك تنظيم لمواجهة مثل هذه ‏الحالات مما جعل هذه الجمعيات تعلن عجزها عن تقديم خدمات لمثل هذه الحالات بسبب ‏الوضع الخاص لها فالتعامل مع زوجة مدمن قد يمثل للجمعية الكثير من الإشكالات كما أن ‏إثبات ودراسة مثل هذه الحالات يكتنفه الكثير من العقبات والصعوبات.‏      لقد أُلجمت هذه المرأة المسكينة البائسة وعادت من حيث جاءت تشكي أمرها إلى الله فقد ‏تقطعت بها السبل وسدت أمامه جميع منافذ الأمل، وأصبح المسؤولية الجسيمة لإنقاذ هذه المرأة ‏ومن على شاكلتها من زوجات المدمنين ملقاة على عاتق المؤسسات الخيرية كجمعية مكافحة ‏المخدرات وجمعيات البر والجمعيات النسائية والتي يجب أن تضع ضمن أولوياتها الاهتمام بهذه ‏الشريحة ورعايتها والوقوف معها وحمايتها وتخفيف معاناتها، والمسؤولية كذلك موصولة لأهل الخير ‏من أغنياء المجتمع والذين يجب عليهم مساندة هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية لمواجهة مثل ‏هذه المشاكل وتخفيف معاناة أهلها والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.  

اترك تعليقاً