المؤسسات الخيرية والشفافية المالية ‏

     تعتمد المؤسسات الخيرية في تنفيذ برامجها ومشاريعها على ما يرد إليها من أموال المتبرعين والتي ‏تتفاوت بين سنة وأخرى مما يجعل تنفيذ هذه البرامج والمشاريع مرتبط بتوفر هذا الدعم واستمراره ، ومن نافلة القول أن استمرار هذا الدعم مرهون بمستوى ثقة المتبرع في المؤسسات الخيرية ‏والقائمين عليها، ومن هذا المنطلق فإن الأولوية الأكثر أهمية لهذه المؤسسات تتمثل في قدرتها ‏على تعظيم هذه الثقة ورسم صورة ذهنية حقيقية وليست مصطنعة لدى المتبرعين ، ونظراً لأن ‏المؤسسات الخيرية تمثل في الحقيقة شركات مساهمة مفتوحة فإن لكل مساهم الحق في الاطلاع ‏على أوضاع هذه المؤسسات والتعرف على آلياتها ولوائحها وأنظمتها وخاصة فيما يتعلق ‏بالجوانب المالية بشكل يضمن ارتفاع مستوى الثقة لدى المتبرع ويقطع الطريق على تلك الشكوك ‏والظنون التي يمكن أن تتسرب وتقلل من حماسه وبالتالي تبرعه، وقياساً على ما تقوم به الشركات ‏المساهمة من نشر قوائمها المالية وحساباتها الختامية والتي تصدر عن مكاتب محاسبية مرخصة ‏بشكل دوري عبر الصحف اليومية ومواقعها على الانترنت والتي تعكس بشكل واضح وجلي ‏الموقف المالي لهذه الشركات وطبيعة أعمالها فإن المؤسسات الخيرية ولكي تعزز من مصداقيتها ‏وتُعظّم ثقة المجتمع بها مطالبة هي أيضا بأن تحقق مزيدا من الشفافية المالية من خلال نشر قوائمها ‏المالية وحساباتها الختامية عبر الصحف والمجلات ومواقعها على الانترنت وتمكين الجميع من ‏الاطلاع عليها والتعرف على مصادر تمويلها ومصارفها واستثماراتها ومنجزاتها وهذا الإجراء إن ‏تمكنت المؤسسات الخيرية من العمل به فإنه يمثل شجاعة كبيرة لهذه المؤسسات تقطع من خلاله ‏الطريق على كل متربص وتفوت عليه تحقيق مآربه، وتبني من خلاله مزيدا من جسور الثقة مع ‏المجتمع. ‏

اترك تعليقاً