التعالم الإداري مرض ابتليت به فئة ممن تبوَّأوا مراكز إدارية وهم غير مؤهلين لها وكتعويض عن النقص الذي يعيشون فيه تجدهم يلجأون إلى ادعاء المعرفة من خلال مجموعة من القرارات الارتجالية التي يسعون من خلالها لإثبات وجودهم وأنهم داخل الحلبة لا خارجها، ليس المهم عندهم ما يترتب على هذه القرارات من نتائج المهم أن يثبتوا للآخرين أنهم قادرين على إصدار القرارات وأنهم يحملون فكراً إداريا يمكنهم من مواجهة نظرات الاحتقار والانتقاص التي يرسلها الآخرون تجاههم وهم في ذلك الادعاء جهلة مركبون والمصيبة أنهم لا يعلمون بذلك ، يعتقدون دائما أنهم الأعلم ومن حولهم مجموعة من الجهال البسطاء الذين لايفقهون في الإدارة ولا يدركون خباياها، يسلكون في تفكيرهم طرقا غير منهجية بتفكير مشوش خالٍ من الإبداع والابتكار، يرون أنهم ومن خلال مناصبهم تملكوا سلطة تؤهلهم إلزام الآخرين بقبول أفكارهم، ورغم حماسهم في عملهم وما يذلون من جهود كبيره إلا أن هذه الجهود تذهب أدراج الرياح بسب تشوش تفكيرهم وغموض غاياتهم وعدم وضوح أهدافهم فهم لا يعرفون من أين يبدأون ولا إلى أين ينتهون، يعتقدون أن مشاورة الآخرين في الخطط والبرامج نوعاً من العجز أو الضعف بل إن بعضهم يعدّه نوعاً من الغباء لذلك يتردّدون في الاستفهام عن المطلوب ويكتفون بما عندهم من أفكار وآراء وقرارات ويستغنون عن الآخرين، مشكلتهم أنهم كلفوا بأعمال أكبر من قدراتهم الذهنية والعقلية فسلكوا طريق الرفض لكل النظريات التي لم تسعفهم قدراتهم على فهمها مدعين عدم جدواها وأن الخير في غيرها، هذه الشريحة من المدراء المتعالمين الذين تسللوا للمراكز القيادية في غفلة من غيرهم يعتبرون وباءً خطيرا في مؤسساتنا الإدارية لابد من استئصاله وتضييق الخناق عليه من خلال وضع معايير صارمة لمن يرشحون لمناصب قيادية ، وألا يكون لهؤلاء المتعالمين مكاناً بين أروقة مؤسساتنا الإدارية.