التطوع والتنمية الاجتماعية

     يعتبر العمل التطوعي مظهراً من مظاهر التكافل الاجتماعي الذي حث علية الإسلام ورغب فيه، وهو مقياس لمدى ترابط المجتمع وتماسكه، كما أنه دليل على تقدمه وازدهاره، فكلما تقدمت الأمة سادت ثقافة التطوع وتسابق الناس إلى الانخراط في الأعمال التطوعية تحقيقا لواجب ديني ووطني، ومع تعقد الحياة واتساع نطاق المسؤولية وتسارع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية تبقى الأجهزة الحكومية عاجزة عن تحقيق التنمية الاجتماعية بالشكل الذي يحقق الأمن النفسي والاجتماعي والاقتصادي للمواطنين ، مما يتطلب قيام القطاعات الأخرى كالقطاع الخاص والقطاع الأهلي بدورهما في حمل جزء من المسؤولية والمساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية للمجتمع ، وهذا الأمر يتطلب تفعيل هذه القطاعات ومؤازرتها للمؤسسات الحكومية بشكل يتلاءم مع احتياجات المجتمع ، والقطاع الخيري يمثل رقماً صعباً في قضية التنمية وخاصة حال تمكنه من تفعيل العمل التطوعي ونشر ثقافته بين أفراد المجتمع ، ومجتمعنا السعودي وهو مجتمع شاب يمثل الشباب فيه نسبة تزيد على النصف يمثلون قوة بشرية هائلة مفعمة بالحيوية والنشاط والعطاء والانتماء يمكن للجمعيات الخيرية استثمارها للمساهمة في دعم جهود المؤسسات الحكومية لتسريع عملية التنمية وتحقيق الرفاهية للمجتمع من خلال خطة وطنية إستراتيجية للتطوع تشارك فيها جميع المؤسسات الخيرية والمؤسسات الأهلية ذات الصلة بالعمل التطوعي ، و الأمل بعد الله في رسم مثل هذه الخطة معقود على  المؤتمر السعودي الثاني للتطوع الذي تنظمه جمعية الهلال الأحمر السعودي بالتعاون مع المديرية العامة للدفاع المدني ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة والغرفة التجارية الصناعية بالرياض وذلك من 21- 24صفر 1428ه الموافق 11- 14مارس 2007م بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال بالرياض.

اترك تعليقاً