بين المثير والاستجابة

الكثير من المشاكل التي تقع بين الناس تترتب عليها أمور غير محمودة تنتهي بهم غالبا إلى السجن ‏وقد يخسر الطرفان فيها الشيء الكثير بل قد تصل نتيجة هذه المشاكل إلى إزهاق الأرواح و يندم ‏المعتدي حيث لا ينفع الندم وهي دائما نتيجة استجابة سريعة لمثير خارجي اعتقد من تعرض له ‏أنه اعتداء على كرامته فانطمس عقله وخروج عن طوره واستسلام لغضبه ووصول إلى حالة من ‏فقدان التوازن مما جعله يقدم على أفعال غير محسوبة النتائج، ولو فكر من تعرض لهذا المثير قبل ‏أن تأسره استجابته أنه سيكون هو نفسه مصدر إثارة للآخرين في وقت من الأوقات لما تجرأ على ‏التعدي على الغير بالقول أو الفعل، فالتفاعل الاجتماعي تحت ضغوط الحياة يولد احتكاكات ‏دائمة بين الأفراد وما من مظلوم إلا وهو ظالم والأيام دول يوم لك ويوم عليك وكما تدين تدان ‏ومن كان بيته من الزجاج فلا يرمي الآخرين بالحجارة ومن رغب من الناس في قبول عذره عند ‏خطئه مطالب بترويض نفسه لقبول اعتذار الآخرين عندما يخطئون عليه ، والعفو والصفع من ‏أصول الأخلاق الإسلامية، والعاقل الكيس الفطن من إذا تعرض لمثير ما بادر إلى ضبط ‏استجابته والإمساك بعنانها قبل أن تقوده إلى هاوية الانتقام ومن ملك ذلك ملك حريته وأصبح ‏سيدا لنفسه وبين المثير والاستجابة دائما تتحدد الحرية فكلما زادت المسافة بينهما كان الإنسان ‏أكثر حرية وعندما تتفلص المسافة بينهما بفقد الإنسان حريته ويصبح أسيرا لغيره يتلاعب الناس ‏به يمنة ويسرة على حساب صحته ورجولته.  

اترك تعليقاً