المتهافتون والمتملصون

     النجاح مشوار تحفه المخاطر، وبالتالي فلا يقدم على خوض غماره ومواجهة خاطره إلا أصحاب ‏الهمم العالية الذين يجعلون المستحيل ممكنا والممكن محتلاً والمحتمل مؤكدا، فينجحون مرة ‏ويفشلون مرارا، وهم في كلا الحالين في شأن مع أصحاب النفوس الدنيئة ممن غابت شمس ‏الأخلاق عن أرواحهم، الذين  يراقبون الأوضاع عن قرب ليشاركوا في تقاسم كعكة النجاح التي ‏صنعها غيرهم، وليظفروا بنصيبهم من هذا النجاح الذي شيده غيرهم، ويجيرون هذه النجاح ‏لصالحهم، ويسعون لتلميع ذواتهم بجهود الآخرين، ويصعدون من خلالها إلى أرفع المناصب ‏متخذين من أكتاف الآخرين سلالم يتسلقون عليها، أنه النجاح الذي سلب لب هؤلاء وأسال ‏لعابهم فما استطاعوا ترويض نفوسهم الدنيئة، ومقاومة أخلاقهم الرذيلة فتهافتوا نحو مواكب ‏النجاح ليحجزوا لأنفسهم مقعدا يزاحمون من خلالها أصحاب التميز والإبداع، هذه الشريحة من ‏أصحاب النفوس الدنيئة يعيشون حياتهم بين كر وفر فتشرق شمسهم عندما يلمحون بوادر ‏النجاح، وتغرب عندما تلمح أعينهم بوادر الفشل حيث يتلاشون من الساحة ويمرقون من ‏المسؤولية كما يمرق السهم من الرمية، وقد قيل سابقاً أن الفشل يتيم، أما النجاح فله آباء ‏كثيرون.‏

اترك تعليقاً