في ساحة العمل الخيري والدعوي تتسلق الى قائمة القيادات وبشكل مفاجئ شخصيات مغمورة ، وبِنيةٍ حسنة أحياناَ وتصرفات ساذجة أحياناً أخرى نعمل وبكل ما أوتينا من قوة على تجييش أذرعتنا الإعلامية والاجتماعيةٍ لتلميع هذه الشخصيات وتصديرها ورفعها لدرجة فوق ما تتوقعه وما تستحقه فتتسيدُ اجتماعياً وتتحول الى قدوات يُحاكم العمل الدعوي والخيري بناء على تصرفاتها واتجاهاتها غير الرشيدة ، ومع مرور الزمن ووعورة الطريق تجد هذه القيادات المزيفة نفسها في موقع يصعب عليها تحمل تكاليفه فتنكشف حقيقتها ويظهر زيفها فتأخذ في التراجع والتنازل والاساءة الى ماضيها لتسهم في اهتزاز ثقة المجتمع بالعمل الخيري والدعوي ، ولترسم صورة ذهنية سلبية عن القطاع الخيري والدعوي والقائمين عليه فينهدم البناء الذي أسست قواعده عبر عقودٍ من الزمن فتخسر الأمة والقطاع الخيري والدعوي وندفع أثماناً باهظة لأخطاء ارتكبناها بتصدير من لا يستحق التصدير ، ورحم الله الشيخ عبدالله بن قعود الذي ادرك هذه القضية ببصيرته الثاقبة عندما قال : ( نحن نجني على أنفسنا حين نُصدّر من لا يستحق التصدير )
وكتبه : ابراهيم محمد السماعيل