اللاهثون

     تعيش بين أظهرنا شريحة غريبة الأطوار، تسير في سباق محموم مع منافس مجهول وخط سباق ‏ليس له اتجاه ولا تعرف بدايته من نهايته ولا ليله من نهاره، فئة مسعورة لاهثة وراء سراب خادع ‏بحثا عن الفرصة المناسبة لتحقيق حلم بني على شفا جرف هار، أعماهم الطمع وأسكرتهم الغفلة، يسيرون في قطار الحياة ركضا بلا زاد حتى إذا قضى أحدهم أمسك الراية لاهث جديد لتستمر ‏المسيرة فلا أحد يتعظ بغيره، اختلفت جهاتهم وتوحدتم أطماعهم، لاهثون خلف المال وآخرون ‏خلف الجاه وآخرون خلف المنصب وكلهم لاهثون خلف سراب بقيعة …. أسرتهم الآمال ‏الكاذبة والخيالات الحالمة، هم كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، دفعوا أثماناً باهظة ‏لأحلام زائلة، همهم حشو بطونهم وجيوبهم الغاية عندهم تبرر الوسيلة، تعجب كثيرا من جلدهم ‏ولهاثهم فلا يتعبون ولا يستريحون، ضاعت ضمائرهم وأماناتهم في معمعة اللهاث، لهاثهم المسعور ‏أجاز لهم التجني على الناس وجعل ذلك فضيلة في سبيل مطامعهم الزائفة.‏

اترك تعليقاً