العمل الخيري والتطوع

     يعد العمل التطوعي ظاهرة اجتماعية ايجابية تمثل سلوكاً حضارياً ترتقي به المجتمعات والأمم، وهو ‏مدرسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الخير والعمل الصالح.‏

     ومع تعقد العلاقات الاجتماعية في الوقت الحاضر فقد أصبحت المؤسسات الراعية للأعمال الخيرية ‏ضرورة شرعية لا غنى عنها في أي مجتمع نظراً لما تسهم به في بناء وتماسك للمجتمعات ودفع لعجلة ‏التنمية، وأصبحت الأعمال التطوعية أحد أهم الأسس التي تقوم عليها تلك المؤسسات الخيرية، ‏كما أصبحت تمثل تجسيداً عملياً لمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الدين الإسلامي.‏

والعمل التطوعي يكتسب أهمية خاصة في مجتمعنا الإسلامي ذلك أن الشريعة الإسلامية حثت على ‏عمل الخير والتطوع به وجعلت ذلك من القربات العظيمة التي يتقرب بها الإنسان إلى خالقه عز وجل، قال تعالى “ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم” البقرة 158، وقال “فمن تطوع خيراً فهو خيرٌ له ‏” البقرة 184‏

     ومع توسع العمل الخيري في المملكة العربية السعودية وتعدد جمعيات النفع العام وارتفاع المصروفات ‏الإدارية لهذه الجمعيات والمجتزئة من التبرعات التي هي حق للمستفيدين أصبحت الحاجة ماسةً ‏لتفعيل العمل التطوعي داخل هذه الجمعيات، من خلال تهيئة أفراد المجتمع للانخراط في هذا العمل ‏عبر الوسائل التالية:‏

‏1-‏نشر ثقافة التطوع من خلال الأنشطة التثقيفية والتوعوية لجهات الخدمات الدينية ‏والتعليمية والتربوية والاجتماعية والإعلامية.‏

‏2-‏‏ تنشئة الأبناء تنشئةً اجتماعية سليمةً من خلال قيام وسائط التنشئة المختلفة (الأسرة، ‏المدرسة، الإعلام) بدور مُنسّق ومتكامل الجوانب في غرس قيم التضحية والإيثار وروح ‏العمل الجماعي في نفوس الناشئة منذ مراحل الطفولة المبكرة.‏

‏3-‏تأصيل مفهوم العمل التطوعي بإدراجه ضمن مناهج التعليم.‏

‏4-‏تخصيص ساعات من أوقات الطلبة في المراحل النهائية للتعليم العام، والتعليم الجامعي ‏للمشاركة في العمل التطوعي.‏

‏5-‏إخضاع المتطوعين لدورات تدريبية في المجالات التطوعية التي يكلفون بها، مما يحقق:‏

شد المتطوع إلى المؤسسة، استمراره متطوعا لأطول فترة ممكنه، استغلال طاقاته بشكل ‏أفضل، تعميق خبراته، رفع إنتاجيته، إكسابه مهارات جديدة.‏

‏6-‏تعريف المتطوع بأهداف ومهام وتطلعات الجمعية.‏ ‏7-‏إبراز القدوات الاجتماعية المساهمة في الأعمال التطوعية.

اترك تعليقاً