الخطأ طبيعة بشرية وهو من كمال الطبيعة البشرية ، فكل بني آدم خطاؤون والكمال لله، وفي حياتنا اليومية وانطلاقا من طبيعتنا البشرية التي تفرض علينا نوعاً من الاندماج مع بقية أفراد المجتمع والتعايش معهم فإن حدوث الخطأ بين الأفراد أمر وارد وخاصة الخطأ غير المقصود ولو أراد شخص ما حصر ما يراه من الأخطاء في يوم واحد لذهل من كميتها ونوعيتها ولرأى أن من أخطئ عليه قد أخطاء على غيره وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يعيها جميع أفراد المجتمع فأنت بين مٌخطِئ أو مُخطَئ عليك ولو تفهم الجميع هذه القضية لحدث انخفاض كبير في قضايا الخلافات والشجارات التي قد تنتهي في بعض أحوالها إلى أمور غير محمودة، لكن المشكلة أن الكثير من أفراد المجتمع يتقبلون أن يخطئوا على غيرهم لكنهم أقل تقبلاً لأن يُخطئ الغير عليهم ولو تذكر كل من واجه خطأ من غيره أنه قد ارتكب هذا الخطأ في يوم من الأيام لتمكن من السيطرة على نفسه وضبط انفعالاته وغضبه ولكننا وللأسف لا نقبل أن نعذر غيرنا عندما يخطئ بحقنا ونريد من غيرنا أن يقبل عذرنا عندما نخطئ عليه، فعندما يُخطئ علينا نتحول إلى وحوش كاسرة فإذا ما كان الخطأ من قبلنا تحولنا إلى حملان وديعة بل وفي موقف واحد تجد ذلك الوحش الكاسر يكاد يفترس من أمامه وقد كشر عن أنيابه وتولى الشيطان زمام أمره وفي لحظة ما يرى أن الأمور لغير صالحه أو أن الخطأ في الحقيقة صادر منه إلاّ ويتحول إلى حمل وديع في صورة من أسرع صورة التشكل والتحول في الشخصية البشرية، ومن أغرب ما يمكن أن يذكر في هذا المقام أن يخطئ عليك شخص ما خطأ غير مقصود فتنتقم منه بما تراه شافياً لصدرك ومحققا لهوى الشيطان فيك ثم تكتشف بعد أيام أنك واقف أمام هذا الشخص في حاجة لك لا تنقضي إلا من خلاله، أو أن تصب جام غضبك على موظف صغير أو مراجع بسيط فتصحو من سكرة غضبك على موظف أو مراجع آخر يصحح لك خطأ ارتكبته قبل قليل ليكشف لك حقيقتك البشرية ويعيدك إلى صوابك لتعرف أنه كما تدين تدان والكمال لله وحده .