عندما يموت الأمل ‏

     الأمل نور يضيء لنا الحياة، بالأمل نصنع المستقبل، و ندرك اليقين ، عندما يموت الأمل نعيش ‏أجساداً بلا أرواح، فنتخبط في ظلمات الهم والحزن والقلق، ولذلك عندما يموت الأمل تذكر أن ‏لكل بداية نهاية، ولكل هما فرجا، ولكل ضيق مخرجا، وتذكر أن اليأس يعقبه التمكين (حتى ‏إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا)، وتذكر أن لكل ليل نهار، ولكل غروب ‏شروق، ولكل عسر يسر، وبعد الألم شفاء، والظلمة نور.‏

     عندما يموت الأمل بسبب نقص المال تذكر (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا ‏يحتسب) ، وعندما يموت الأمل بسبب المرض تذكر (وإذا مرضت فهو يشفين)، وتذكر (أمن ‏يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)، وعندما يموت الأمل بسبب الدَّيْن ردد: (اللهم إني ‏أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل وضلع الدين وقهر الرجال)، وعندما يموت الأمل ‏بسبب الذنوب تذكر (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله ‏يغفر الذنوب جميعا)،  وعندما يموت الأمل بسبب الفقر تذكر: (من أصبح آمناً في سربه، ‏معافىً في بدنه، عنده قوت يومه.. فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها) ، وأجعل الآخرة همّك وتذكر ‏(من كانت الآخرة همّه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت ‏الدنيا همّه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدر له)، وعندما ‏يموت الأمل بسبب الهم  فتذكر: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همٍ فرجا ومن كل ‏ضيقٍ مخرجا)، وعندما يموت الأمل بسبب مطلوب لم يتحقق تذكر: (وعسى أن تكرهوا شيئاً ‏وهو خيرٌ لكم) .‏

     عندما يموت الأمل تذكر أن النور يولد من رحم الظلمة، وأن الفرج يخرج من كبد الأزمة، وأنه ما ‏بعد اشتداد ألم المخاض إلا الولادة، ومهما طال الليل فلابد من النهار.‏

     عندما يموت الأمل أنظر إلى حيث تشرق الشمس كل صباح، وردد ما أضيق العيش لولا فسحة ‏الأمل .‏

     أخيرا عندما يموت الأمل استيقظ في ثلث الليل الأخير وانطرح بين يدي رب رحيم ينزل في كل ‏ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له حتى يطلع الفجر، ‏وأرق الدمع من محاجره وقل (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى ‏نفسي طرفة عين ولا إلى أحدٍ من خلقك) وانتظر صوت المؤذن ليصدح بالصلاة خير من النوم، ‏وأبشر بفجر جديد يكسوه الأمل والتفاؤل، وتعلم صناعة الأمل.‏

اترك تعليقاً