شبابنا بين المتفائلين والمتشائمين

     الشباب هم أمل الأمة بصلاحهم تعتز الأمة وترتقي ، وهم المستقبل المشرق الذي نصنعه في ‏حاضرنا ، ومسؤوليتنا عنهم مسؤولية عظيمة فنحن بعد توفيق الله من نهيئ لهم المستقبل و نرسم ‏خارطته ونحدد اتجاهه لينطلقوا نحوه واثقين مطمئنين، ومهما بدر من هؤلاء الشباب من تصرفات ‏وسلوكيات سلبية قد لا نقرهم عليها إلا أنهم هم أملنا ومستقبلنا ، والراصد لأحوال الشباب في ‏هذا الوقت قد يصاب بشيء من القنوط من إمكانية الركون إليهم لقيادة المستقبل فهم إلا من ‏رحم الله قد أصيبوا كما يعتقد بعض المتشائمين في مقتل عندما استسلموا لمن أرد سلخهم من ‏هويتهم ورجولتهم فأصبحوا عبئاً على المجتمع وتحولوا إلى مجرد دمى يحركها الأعداء يمنة ويسرة ‏متلاعبين بهم ليحولوهم إلى أشباه رجال فتتعطل طاقاتهم وإمكاناتهم فتخسرهم الأمة لتبقى هذه ‏الأمة في مؤخرة الركب، وهذه النظرة التشاؤمية عن هؤلاء الشباب أخطر مما يواجهه هؤلاء ‏الشباب وأشد فتكاً بالأمة فإذا استسلمنا لليأس من إصلاح هذه الشريحة وتحويلها من طاقات ‏سلبية معطلة إلى طاقات ايجابية منتجه فإن هذا أقصى ما يمكن أن يفكر فيه من يخطط لبقائنا في ‏مؤخرة الركب ، ولذا فإن المجتمع بشكل عام والمسؤولين عن هؤلاء الشباب بشكل خاص بحاجة ‏إلى تغيير نظرتهم لهؤلاء الشباب وزرع الأمل بإمكانية إصلاحهم وتحويلهم إلى طاقات فاعلة في ‏المجتمع يعتمد عليها لتقود مسيرة التنمية، فرغم ما نراه من مظاهر التأنث والخنوع والهزيمة لدى ‏شريحة كبيرة من شبابنا إلا أن هؤلاء الشباب يحملون في بواطنهم همماً عالية ونفوساً شامخة وأملاً ‏مرتقباً، وعلى المتشائمين أن يدركوا حقيقة هؤلاء الشباب، فرغم ما نراه ظاهراً من تصرفات ‏وسلوكيات لا نقرها إلا أننا نعتقد أن هذه السلوكيات ما هي إلا زبد ما يلبث أن يذهب جفاء ‏ليخرج ما ينفع الناس، وعليه فإن المسؤولية عظيمة على المؤسسات الحكومية ذات العلاقة ‏بالشباب والتي قصرت بشكل واضح في إعداد خطط تربوية لاحتواء هؤلاء الشباب وتفعيل ‏طاقاتهم وإفادة المجتمع منهم، واستغلال صحتهم وفراغهم في توجيههم نحو ما من شأنه الإفادة ‏منهم بشكل ايجابي يحقق طموحاتهم ورغباتهم ويفيد المجتمع منهم، إنه وبرغم ما نراه من سلوكيات ‏سلبية لهذه الشريحة إلا أن هذه السلوكيات تحمل بين جنباتها إبداعات وقدرات ومهارات لا يمكن ‏أن نتصور حجمها وأثرها في المجتمع ونموه فيما لو استغلت ووجهت بشكل مدروس ومخطط له، ‏ونعتقد يقينا جازماً أن هذه القدرات لا يمكن أن تبقى مكبوتة بل ستخرج لترى النور فإن ‏خرجت وفق خطط وبرامج مدروسة تحت نظر مؤسساتنا الحكومية بمختلف مشاربها فسوف يحقق ‏المجتمع نقلة تنموية كبيرة تسهم في رسم مستقبل مشرق لمجتمعنا عامة ولشبابنا خاصة وإن ضيعت ‏هذه القدرات وأهملت فسوف تجد طريقها نحو تصرفات وسلوكيات سلبية سيدفع المجتمع ضريبتها‏‏.‏

اترك تعليقاً