رمضان والتغيير

     رمضان شهر الخير والبركات شهر الأجر والثواب والعتق من النار، شهر مبارك يتجدد اللقاء به ‏كل عام فتتجدد معه الحياة، من خلال بوابته العظيمة يدلف المسلم إلى رحاب واسع من ‏النفحات الربانية المفعمة بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ليزكي نفسه وروحه ويسمو بهما في ‏درجات الكمال، وهو شهر التغيير والانعتاق من أسر العادات السلبية التي طالما جثمت على ‏نفوس الكثير ليتحولوا إلى أسرى لهذه العادات، وحيث أن التخلص من العادات السلبية والتحول ‏منها إلى عادات ايجابية يحتاج إلى إرادة قوية فإن غالب الناس يفشلون في إحداث هذا التغيير ‏ولذلك فإن شهر رمضان بنمطيته الخاصة يعتبر فرصة كبيرة وفريدة لمريدي التغيير فهو مدرسة ‏التغيير، في رمضان يتاح لمريد التغيير الحصول على قوة وطاقة وإرادة يستعلي بها على ضرورات ‏الجسد وحاجاته فتتغير حياته في رمضان وتتغير طبائعه وعاداته وتعلو همته ويسهل عليه التعايش ‏مع هذا التغيير لوجود المعين فالجميع ملتزمون بنط موّحد في رمضان، والنفس على درجة عالية ‏من الاستعداد للتغيير فالصوم وما يحدثه من آثار إيمانية يروض هذه النفس ويجعلها أكثر قابلية ‏للتغيير من أي وقت أخر، وتقبل المجتمع للتغير في رمضان يختلف عن تقبلهم له في غير رمضان، ‏حيث اعتاد الناس رؤية تحولات وتغيرات في سلوكيات الكثير من أفراد المجتمع ، ولذا فإن الفرصة ‏تكون مواتية بدرجة كبيرة في هذا الشهر لمن أراد أن ينتقل بنفسه من درك العادات السلبية إلى ‏فضاء العادات الايجابية، ومن لم يتمكن من استثمار شهر رمضان لترويض نفسه وتهيئتها لتقبل ‏التغيير فسيجد صعوبة في إحداث تغيير في غيره من الشهور.

اترك تعليقاً