وبما أن الوقف سنةٌ عُمِل بها منذ العصر الإسلامي الأول وحتى عصرنا الحاضر فإن من المتوقع هو أن تكون الأعيان والمشاريع الوقفية بعد مضي قرون على عصر الرسالة أكثر بكثير جدًا مما هو بأيدينا في الحال الحاضر، فما هو مصير تلك الموقوفات ولماذا لم يستمر عطاءها إلى هذا اليوم؟
من الواضح أن كثيرًا من الموقوفات يؤول أمرها بعد مرور عدة أعوام إلى الخراب والخروج من حيز الانتفاع أو يكون مصيرها التعدي عليها وضمها إلى الأملاك الشخصية أو إلى اموال الدولة أو تستثمر بصورة شخصية مخالفة أهداف الواقف أويُستفاد منها بما ليس فيه أي مصلحة بل بما يتعارض مع المصالح والمقاصد الشرعية أو الاجتماعية أو مصالح الأفراد والجهات الموقوف عليها أو غيرها من أنواع التجاوزات والمخالفات التي تتجدد يومًا بعد يومًا.
هذا الاندثار المتتابع للكثير من الأوقاف أصبح هاجساً لدى الكثير من الواقفين الراغبين في استمرار نفع اوقافهم لمدد زمنية طويلة كما اصبح مجال دراسة وبحث للمهتمين بشؤون الأوقاف للوصول الى آليات وإجراءات تضمن ديمومة هذه الأوقاف واستدامة نفعها من خلال صياغات حديثة لوثائق الأوقاف تضمن تحقيق هذه الديمومة وتعطي للواقفين الحاليين والمستقبليين مزيداً من الأمان والاطمئنان على حاضر ومستقبل اوقافهم .
وفي هذا البحث نحاول بمشيئة الله التحدث عن عدد من الاستراتيجيات التي يمكن ان تسهم بدور كبير في ديمومة الأوقاف واستدامة أعيانها ونفعها ، ودفع المحسنين إلى إنشاء أوقاف جديدة وفق استراتيجيات ثابتة وواضحة تساعد على ضمان حفظها واستمرارها وكشف جوانب الخلل والقصور التي قد تكون السبب غير المباشر في ضياع كثير من الأوقاف،
رابط التحميل:
https://mega.nz/file/CM0zTSaI#-I2PN07fUrlBQBRPhyXF11wd9YZl_YwsDaogruvGlYo