بدايته سهلة ونهايته مريرة، غُنمه سريع وغُرمه دائم، قائده الطمع ودليله المباهاة، ورائده مجارات الآخرين، هم بالليل وذل بالنهار، تعوذ منه الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يكثر من قول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال) وكان صلى الله عليه وسلم يدعو في صلاته فيقول: (اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم)، وحث أمته على الالتزام بهذه الأدعية حرصا من صلى الله عليه وسلم على حمايتهم من الوقوع في براثنه وذله .
إنه الدين ذلك الشبح المخيف الذي أصبح يطارد غالبية الناس و الذي تحول وللأسف لدى بعض الفئات إلى نوع من الإدمان فيقترض من هذا ليسدد لهذا عبر دورة مالية هو الخاسر الوحيد فيها، حل لهم مشكلةً وأوجد ألف مشكلة، وقادهم إلى سلوكيات وآفات مرفوضة شرعا وعقلا فأصبح أحدهم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف.
عزه ذل كما قال الحسن البصري رحمه الله ثلاثة عزهن ذل (الدين ولو درهم، والغربة ولو يوم، والسؤال ولو أين الطريق؟)، ووصفته العرب بالرق والاستعباد ومن امثالهم في ذلك (الدَّين رق و استعباد، فلينظر أحدكم أين يضع رقه، ولمن يسلم نفسه)، قال عنه أحد الحكماء وهو يوصى ابنه: ” يابني. . إني ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية، وذقت المرارات كلها فلم أجد أمر من الحاجة الى الناس. ونقلت الحديد والصخر فلم أجد أثقل من الدين”.