العاقل لا يقف كثيرا عند أخطاء الماضي، لأنه يدرك مدى خطورتها على حاضره ومستقبله، فالوقوف عند هذه الأخطاء سيعرقل المسيرة نحو النجاح و سيحيل الحاضر إلى واقع مُهلِك، والمستقبل إلى ألم مُزمن، ولا يعني هذا اهمال الأخطاء و السخرية بها بل لابد للعاقل من الوقوف عندها بما يحقق له الاعتبار بها والإفادة من دروسها ليجعل منها زاداً يدفعه إلى مزيد من النجاح والتقدم.
العاقل البصير يرفض اجترار الماضي والبكاء على الأطلال لأنه يدرك أن الماضي قد رحل وولى، وان الزمن يتقدم للأمام ولا يعود للخلف ، ولذا فإنه لا يقبل أن يقف يائساً يندب حظه ويبكي أمله، ويرفع الراية البيضاء معلناً استسلامه لإخفاقاته وأخطائه، بل يشمر عن ساعد الجد، ويستجمع قواه لينطلق بقوة أكثر عند كل اخفاق أو خطأ، فهو يعشق التحدي ويستطعم المغامرة ويتلذذ بالعطاء، لأنه صاحب هدف، وطالب نجاح، وعاشق تميز، ولذا فإنه يحرص دائما عل العيش في المستقبل الذي هو قادم عليه ليرسم صورته كما يريد من خلال استقراء يكون الماضي فيه مقدمة الطريق للمستقبل .