في الحج الكل يربح

     الحج الركن الخامس من أركان الإسلام موسم سنوي متكرر يعتبر من أعظم مواسم التقرب إلى الله، ‏ومحطة من محطات المسابقة إلى الخيرات، تختتم به الأعمال، وهو موسم حاشد، يلتقي فيه ‏المسلمون من أقطار الأرض فيتعارفون ويتآلفون ويحصل التعاون والتناصر بينهم وتتحقق المساواة ‏بشكل عملي وتطبيقي فلا فرق بين رئيس ومرؤوس ولا غني ولا فقير، ولا كبير ولا صغير ولا ‏أبيض ولا أسود فهم‎ ‎سواسية كأسنان المشط ولا كبرياء ولا عظمة فهم متواضعون لبعضهم ‏ويؤثرون بعضهم بعضا‎ ‎ويساعد بعضهم بعضا، وهو موسم لتحصيل المنافع الأخروية والدنيوية ‏يشارك فيه الملايين من البشر من شتى أصقاع الأرض، وتبذل في ملايين الأموال قربة إلى الله ‏وطمعاً في مغفرته مرضاته، في هذا الموسم العظيم تتعاظم الأرباح، ويتسابق الناس إلى تحصيلها، ‏وهو سوق رائجة للجميع، وموسم تجارة رابحة يشهد فيه الناس منافع لهم دينية من العبادات ‏الفاضلة، والعبادات، ودنيوية من التكسب، وحصول الأرباح الدنيوية كما قال تعالى في سياق ‏آيات الحج‎ ‎من سورة البقرة: (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم ‎)، قال الشيخ ‏محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: أي أنه ليس على الحاج إثم ولا حرج إذا ابتغى ربحا بتجارة في ‏أيام الحج إن كان ذلك لا يشغله عن شيء من أداء مناسكه، و قال ابن عباس رضي الله عنه  في ‏قوله: ( ِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) “منافع الدنيا والآخرة؛ أما منافع الآخرة فرضوان الله، وأما منافع ‏الدنيا فما يصيبون من منافع البُدْن والربح والتجارات”، وروى عبد الرزاق عن مجاهد رحمه الله في ‏قوله تعالى (ليشهدوا منافع لهم) قال: ” ‎التجارة وما أرضى الله من أمر الدنيا والآخرة “، وروى ‏ابن جرير الطبري في تفسيره عن‎ ‎مجاهد رحمه الله: (ليشهدوا منافع لهم)  قال: ” الأجر في ‏الآخرة والتجارة في‎ ‎الدنيا ” فالمنافع التي يحصلها الحجيج ويجنونها في حجهم لبيت الله الحرام ‏عديدة‎ ‎ومتنوعة”.‏

اترك تعليقاً