صراع مع الفشل

     بيني وبين الفشل صراع طويل المدى، كلٌ منا يُحاول أن يروض الآخر ويمتطي صهوته، عانيت كثيراً من محاولاته المتكررة للسيطرة على مساري، وتحديد وجهتي، لقد آلمتني ضربات ‏سياطه الموجعة، ولكنها زادت من صلابتي وإصراري على هزيمته.‏

لقد تذوقت مرارته كثيرا، ومنها عرفت حلاوة النجاح، وبضدها تتميز الأشياء، لقد أراد أن ‏يكون مقبرة لطموحي، فجعلت منه معلماً لنجاحي، أراد أن يكون لي محنة فجعلت منه منحة، خادعته كثيراً، وضعت له الطعوم، وأغريته من خلالها، وأوحيت إليه بالانتصار، وفي مرحلة ‏حاسمة من مراحل الصراع واجهته بضربة قاضية، ضربة ساهمت وبقوة في حذفه من قاموس حياتي.‏

     نعم … لم يعد في قاموس حياتي شيء أسمه الفشل … لأنني أدرك أن الحياة كبيرة ولن تقف ‏عند خطأ ما، لقد قاومته بعشق النجاح وإدمانه، وكسرت هيبته بإرادة التميز، وكشفت ظلمته ‏بأنوار النجاح، وتجاوزت وديانه وعقباته بإرادة جازمة وإدارة حازمة، وبإصرار لا يعرف الكلل ‏والاستسلام، وعزيمة لا تعترف بالتردد والخوف، أنا منذ اليوم ناجح في النجاح، راسب في ‏الفشل، استمتع بلذة النجاح التي لا يعرفها أهل الفشل.‏

وقفة: ‏

‏ (الفشل معلِّم كبير لكن ليس عندنا وقت نتعلم من فشلنا، لأننا لسنا ذوي تجربة في الفشل، ‏وكل ما تعلمناه في هذا الإطار جاء من فشل تجارب الآخرين)‏.‏

اترك تعليقاً