جاءت نكبة الأسهم بانكسارات مالية مخيفة لشريحة كبيرة من الطبقة الوسطى في المجتمع نقلتهم من حالة السعة إلى حال الضيق وتحولوا في لحظة إلى أسرى لمديونيات البنوك في الوقت الذي كانت آمالهم وأحلامهم تبشرهم بمستقبل مشرق، حال هذه الشريحة أصعب من أن نتصوره ومصيبتهم أكبر مما نتوقعه خاصة أن أغلب هؤلاء من أصحاب الرواتب الكبيرة ممن لم يدر بخلد أحدهم أن يتحول وضعه المالي إلى الحد الذي يضطره لأخذ الزكاة أو الالتجاء إلى طلب المساعدة من الموسرين ، وخاصة مع موجة التضخم و الغلاء الحالية والتي زادت الطين بله، ومن منطلق القول المشهور(ارحموا عزيز قوم ذل) فإن المجتمع بمؤسساته العامة والخاصة مطالب بالسعي لتقديم حلول لإنهاء معاناة هذه الشريحة سواء في الجانب المالي أو النفسي قبل أن تستفحل المشكلة وتظهر آثارها السلبية في خلخلة التركيبة الاجتماعية مما قد يتسبب في إفرازات خطيرة على المجتمع ككل، ولعل المسؤولية الأكبر في حل هذه المشكلة تقع على عاتق البنوك والتي أوقعت هؤلاء في حبائل مديونياتها عبر تسهيلات مغرية لفّت حبل الأسر على عنق كل متعجل متعطش للثراء، والراصد لقضية هذه الشريحة يلحظ بوادر أزمة خطيرة تتمثل ارتفاع نسبة المطالبات المالية المسجلة لدى المحاكم نتيجة عجز هؤلاء عن تسديد المبالغ المالية المستحقة عليهم وتراكمها وطول مدة سدادها مما سيترتب عليه نتائج وخيمة على هؤلاء الأسرى وعائلاتهم ومن ثم تأثر المجتمع بكامله، فصعوبة بل واستحالة التسديد لدى الكثير منهم سيؤول بهم عاجلا أو آجلا إلى السجن مما يعني تحول أسرهم عالة على المجتمع مع ما سيترتب عل ذلك من ضياع الأبناء ومعاناتهم نتيجة غياب عائلهم وتحولهم إلى حال لم تدر يوما بخلدهم مع ما سيصاحب ذلك من مشاكل نفسية واجتماعية تدفع هذه الأسر ضريبتها نتيجة خداع وقع في حبائله عائلهم، إن مثل هذه القضية لجديرة بالاهتمام والعناية من قبل كافة المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة وتسويف حل هذه المشكلة والتباطؤ فيها سينتج لنا شريحة أخرى من أبناء المجتمع تنضم إلى نادي الفقراء ذلك النادي الذي داخله مفقود وخارجه مولود، والله الموفق ,,,,