مبادرة مقترحة مع التحية للإخوة في الهيئة العامة للأوقاف
المتابع والراصد للأوقاف في المملكة العربية السعودية يلحظ أن هناك آلاف الأوقاف والوصايا (قديمة وحديثة) رصدت لها مبالغ مالية قليلة موجهة لمصارف محددة وأغلبها في مصرف الأضاحي والحج، وتحقيق رغبة الموصين من الآباء والأجداد باستمرار هذه المصارف مرتبط بمدى قدرة وكلاء هذه الوصايا والأوقاف على استثمار هذه المبالغ القليلة وتحقيق إيرادات مناسبة تفي بتحقيق هذه الرغبة، ونظرًا لجهل الكثير من الوكلاء بآليات الاستثمار وعدم قدرتهم على تنمية هذه الأموال، وخوفهم من المخاطرة بها في استثمارات غير مضمونة الأرباح، فإن الكثير من هذه الوصايا تتآكل مع الزمن وتتعطل اما بانتهاء المبالغ المرصودة لمصارفها أو بإهمال الأبناء والأحفاد متابعة تنفيذها لأسباب متعددة، ومن أجل ضمان ديمومة هذه الوصايا ونمو أموالها وإخراج مصارفها حسب رغبة الموصين والواقفين يقترح أن تقوم الهيئة العامة للأوقاف بإنشاء صندوق استثماري يستقطب أموال هذه الوصايا ويستثمرها وفق قواعد الاستثمار المعتمدة في سوق المال، وينمي أصولها، مع التزام القائمين على هذا الصندوق بتنفيذ المصارف المرتبطة بهذه الوصايا من حج أو أضحية أو غير ذلك.
بهذا الأسلوب ستتحول المبالغ القليلة لهذه الوصايا إلى مبالغ مليونية وربما مليارية وستكون فرص الاستثمار وتحقيق العوائد كبيرة جدا في ظل إدارة استثمارية متخصصة، وسنحقق حماية لهذه الوصايا من الاندثار أو التعطل، كما سنزيح عبء متابعة هذه الوصايا وتنميه أموالها وإخراج مصارفها عن كاهل الأبناء والأحفاد، ورفع عنهم تأنيب الضمير نتيجة التقصير والإهمال، وربما نصل في يوم ما إلى توجيه الفائض من هذه الأموال إلى مصارف أخرى يعود أجرها على الموصى والموقف.
والله الموفق لكل خير
كتبه
إبراهيم بن محمد السماعيل
3/12/1440