أنت، أنت لأنك لن تكون غير ذاتك ، فمها تعددت ألقابك، وتنوعت مناصبك، وارتفع رصيدك، ومهما تغير نوع سيارتك أو سكنك أو أصدقاءك، فأنت أنت في اسمك ورسمك ولن تكون سوى نفسك، كن أنت لتكون، كن أنت كما تريد أن تكون لا كما يريد الآخرون، فمهما تقمصت من الشخصيات وتلبست من ثياب الزور وتخفيت خلف الأقنعة فأنت أنت بحقيقتك الباقية وذاتك المستقلة، وإن استطعت أن تخدع نفسك فإنك لن تخدع غيرك فالأقنعة لا تلبث أن تتساقط والحقائق لابد أن تتضح ، كن أنت بشخصيتك المستقلة وبصمتك الفريدة ولونك المميز، كن أنت بوجودك وأثرك واستقلالك وارض بما قسم الله لك ، كن أنت بطبيعتك وسجيتك وهويتك وفطرتك ، كن أنت بتميزك وإبداعك وبَذلِك وعطاءك، حوّل أحلامك إلى حقائق وكن أنت القدوة الذي تريد والأمل الذي ترجو، احذر أن تغالط نفسك وأن تلبسها غير ما نُسج لها والجم ذاتك بلجام التواضع وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المتَشبّع بما لم يُعطَ كَلابِسِ ثوبِ زور) وقوله صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا, ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة).