فضائل الأعمال كثيرة، وقد رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي أوتي جوامع الكلم عبر أحاديث موجزة في عباراتها قليلة في كلماتها واسعة في معانيها تحمل معانٍ عظيمة وحكمٌ بليغة، ومن هذه الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق) فالتبسم صدقة يؤجر عليها المسلم عندما يقدمها صافية عذبة للأخرين لتتآلف القلوب وتتطهر من الأمراض الخبيثة ليسعد الفرد والمجتمع.
لقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على استخدام هذه الوسيلة وطبقها واقعاً عملياً في حياته في تعامله مع الأخرين حيث أسر بها قلوبهم ومالت إليه نفوسهم وتهافتت عليه أرواحهم، وأوصى أمته بها لما لها من أثر في تقريب القلوب وتآلفها، فالابتسامة وهي وسيلة من وسائل الاتصال النفسي المؤثر بين البشر سهلة في أداءها طويلة في مفعولها، وهي بذرة صغيرة ترميها في نفسية المقابل لتنموا و تكبر و تؤتي أكلها بإذن الله، فيها رقة وحسن خلق وهي رسالة حب وصدق وإخلاص، لها مفعول السحر في نفوس مستقبليها، وإن كان كل السحر حراماً فإن الابتسامة هي حقاً السحر الحلال.
الابتسامة مفتاح لكل خير، ومغلاقٌ لكل شر، وهي جواز مرور لقلوب الآخرين، تغني الذين يتقبلون دون أن تفقر الذين يعطون، تقول للطرف الأخر انني أحبك وأريدك أن تبادلني هذا الحب، وهي أسهل الطرق إلى القلوب وأقصر الطرق للقبول، من خلالها تُغلقُ أبواب الهم وتُضيءُ مصابيح الفرح في حياة البشر، وتتحول الظلمةُ إلي نورٍ والظلامُ إلى ضياء، والحزنُ إلى فرحٍ ، بالإبتسامة نُذيب الهموم والأحزان ونُوقظ السعادة من سباتها، بالابتسامة نعالج الألم ونشتت الشؤم وتنشر التفاؤل، بالابتسامة تتبخر الهموم والأحزان والكروب، وتنهض الهمم الميتة، وتتحرك النفوس المتكلسة، وتستيقظ العقول الغافلة.
ابتسم ترى الحياة جميلة، ابتسم فالابتسامة هي المدرسة الي تخرج أجيالا من المتفائلين، ابتسم ولا تسأم وكن قويا في الشدائد، كن قدوةً وقت الهزيمة وابتسم.. صارع أمواج اليأس وأعاصير القلق وابتسم، ابتسم فابتسامتك رمز الحب وشهادة الوفاء وعربون الولاء، ابتسم فلست الوحيد الذي لسعته الأيام، وعركته السنين، ابتسم فالابتسامة من أسهل الطرق لكسب القلوب وتعبيد الدروب وكشف الكروب، ابتسم وابتسم واحتفظ بابتسامتك التي هي سحرك ومفتاحك للأبواب المغلقة، وأخيرا ابتسم ترى الحياة جميلة.